ولم
يكن من هديه أن يجتمع للعزاء، ويقرأ له القرآن، لا عند قبره ولا غيره، وكان من
هديه أن أهل الميت لا يتلكفون الطعام للناس، بل أمر أن يصنع الناس لهم طعامًا ([1])،
****
الاجتماع وصنعة
الطعام الكثير هذا بدعة، قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: «كُنَّا
نَعُدُّ الاِجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ، وَصَنِيعَةَ الطَّعَامِ بَعْدَ
دَفْنِهِ مِنَ النِّيَاحَةِ» ([2])، لا يجوز هذا، كذلك
هناك بدعة إضافية -أيضًا-، وهي استئجار المقرئين أيام العزاء؛ لأن هناك ناسًا
حرفتهم قراءة القرآن في المآتم، يتأكلون بالقرآن -والعياذ بالله-، يقرؤونه في
المآتم من أجل أن يحصلوا على الأجرة، فهذا بدعة مع بدع كثيرة.
ويقرؤون القرآن إما
للميت بزعمهم أن ثوابهم للميت، وهو لا يصل إلى الميت؛ لأنه عمل مبتدع، أو بزعم أنه
تعزية للحاضرين، وكل هذا بدعة، لا أصل له، هناك ناس من قرّاء القرآن يعيشون على
هذا الأمر؛ لأنهم يعطونهم نقودًا، ويُسعِّرون لهم: كم تدفع؟ كم المدة؟
وإنما العكس أن أهل الميت لا يصنعون الطعام للناس، وإنما يصنع الطعام، ويهدي إليهم بقدر حاجتهم، هذا السنة.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (3132)، والترمذي رقم (998)، وابن ماجه رقم (1610).