والمسافر له صلاة تناسب حاله في السفر، المريض
له صلاة تناسب حاله واستطاعته، والخائف له صلاة تناسب حاله، فهكذا دين الإسلام
-ولله الحمد- دين التيسير مع أداء الواجب بحسب استطاعة الإنسان.
أما الذين يدعون إلى
التيسير والتسامح مطلقًا ومن غير ضوابط شرعية، فهؤلاء يريدون التخلص من هذا الدين،
لا يعرفون أحكام هذا الدين، ويأخذون لفظة التيسير ولفظة نفي الحرج، وينزلونها على
غير منزلتها؛ فالتيسير ونفي الحرج أن الإنسان يتمشى مع الحدود، التي شرعها الله جل
وعلا في كل حالة وفي كل وقت، لا يخرج عنها، ويستعمل الرخص الشرعية، ولا يأتي برخص
من عنده، ويقول: الدين يسر. الدين يسر نعم؛ ولذلك الله -سبحانه- نوَّع الواجبات،
سهلها على العباد، فهو يسر بهذا المعنى، فنحن نعمل باليسر مع حدود الشرع، هذا هو
اليسر والتيسير ونفي الحرج والرخص الشرعية.
صلاة الخوف الأصل
فيها قوله تعالى: ﴿وَإِذَا
كُنتَ فِيهِمۡ فَأَقَمۡتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَلۡتَقُمۡ طَآئِفَةٞ مِّنۡهُم
مَّعَكَ وَلۡيَأۡخُذُوٓاْ أَسۡلِحَتَهُمۡۖ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلۡيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمۡ
وَلۡتَأۡتِ طَآئِفَةٌ أُخۡرَىٰ لَمۡ يُصَلُّواْ فَلۡيُصَلُّواْ مَعَكَ
وَلۡيَأۡخُذُواْ حِذۡرَهُمۡ وَأَسۡلِحَتَهُمۡۗ وَدَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡ
تَغۡفُلُونَ عَنۡ أَسۡلِحَتِكُمۡ وَأَمۡتِعَتِكُمۡ فَيَمِيلُونَ عَلَيۡكُم
مَّيۡلَةٗ وَٰحِدَةٗۚ﴾ [النساء: 102].
وذلك لما تقابل المسلمون والمشركون في إحدى الغزوات، قال المشركون: «إِنَّ لَهُمْ صَلاَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ كَذَا وَكَذَا، انْتَظِروهَا،