فَإِذَا دَخَلُوهَا، فَأَغِيرُوا عَلَيْهِمْ» ([1]). فنزل جبريل عليه
السلام من عند الله بصلاة الخوف بهذه الآية الكريمة.
فالرسول صلى الله
عليه وسلم صلاها على ما أمره الله، فحينئذ تعجب المشركون، وأيسوا من المسلمين؛ لأن
هذا النظام عجيب، نظام صلاة الخوف لا يمكن أن يكون من عند البشر، لا بد أن يكون من
عند الله سبحانه وتعالى.
وصلاة الخوف ثبتت عن
النبي صلى الله عليه وسلم -كما قال الإمام أحمد رحمه الله - بست صفات، أو سبع
صفات، كلها جائزة، وذلك حسب الأحوال.
فالعدو إذا كان بين المسلمين وبين القبلة، هذا يسمى الوجه الأول، إذا كان المشركون بين المسلمين وبين القبلة، يؤدون الصلاة؛ كما في الآية؛ يقوم هم جميعًا صلى الله عليه وسلم، يقسمهم إلى صفين، ويقوم بهم جميعًا، ثم إذا ركع، يركعون جميعًا، وهم ينظرون إلى العدو، الذي أمامهم، ينظرون إليه جميعًا. فإذا انحدروا للسجود، انحدر الصف الأول الذي يلي الرسول صلى الله عليه وسلم أو الإمام في كل وقت، انحدروا معه ساجدين، وبقي الصف المؤخر يرقب العدو، فإذا قام الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه، تأخر من معه إلى الصف الثاني، وتقدم الصف الثاني -الذي كان في الركعة الأولى هو الثاني-، تقدم ويصير هو الأول، ويفعلون في الركعة الثانية مثلما فعلوا في الركعة الأولى، ثم يسلم بالجميع؛ يجلسون للتشهد، وينظرون إلى العدو، يسلم الجميع، هذا إذا كان العدو في جهة القبلة.
([1])أخرجه: مسلم رقم (840).