والله
-سبحانه- تولى قسمة الصدقة بنفسه، وجزأها ثمانية أجزاء.
****
لما أكثر المنافقون
من لمز رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصدقات: ﴿وَمِنۡهُم مَّن يَلۡمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ فَإِنۡ أُعۡطُواْ مِنۡهَا
رَضُواْ وَإِن لَّمۡ يُعۡطَوۡاْ مِنۡهَآ إِذَا هُمۡ يَسۡخَطُونَ ٥٨ وَلَوۡ
أَنَّهُمۡ رَضُواْ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَقَالُواْ حَسۡبُنَا
ٱللَّهُ سَيُؤۡتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَرَسُولُهُۥٓ إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ
رَٰغِبُونَ﴾ [التوبة: 58- 59]، فقد كانوا يلمزون الرسول صلى الله عليه وسلم،
ويتنقصونه، ويقولون: إنه يحيف. حتى قال بعضهم -وهو رجل من الخوارج-: يا محمد،
اعدل؛ فإنك لم تعدل. إلى هذا الحد، فقال: «وَيْلَكَ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا
لَمْ أَعْدِلْ؟» ([1])، فهم يلمزون النبي
صلى الله عليه وسلم في قسمة الغنائم وفي قسمة الصدقات؛ يريدون من ذلك الحط من
قدره؛ لأنهم ليسوا مسلمين، وليسوا مؤمنين، يبغضون الرسول صلى الله عليه وسلم،
لكنهم يتلمسون الطرق الملتوية، ويأبى الله إلا أن يظهر ما في قلوبهم، ولو تصنعوا،
وادعوا أنهم يحبون الرسول، وأنهم يؤمنون به، إلا أن الله يفضحهم.
قال تعالى: ﴿إِذَا جَآءَكَ
ٱلۡمُنَٰفِقُونَ قَالُواْ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ
إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَكَٰذِبُونَ﴾ [المنافقون: 1].
فضحهم الله سبحانه وتعالى في مواقف كثيرة، ولا يزال النفاق، بل يزيد، وأهله لا يزالون يسخرون من المسلمين، ويتنقصون العلماء، ويتنقصون ولاة الأمور، ويتنقصون أهل الفضل، لا تزال هذه الخصلة في المنافقين إلى أن تقوم الساعة، نسأل الله العافية!
([1])أخرجه: البخاري رقم (3610)، ومسلم رقم (1064).