والله سبحانه وتعالى
تولى قسمة الزكاة بنفسه؛ حتى لا يبقى سبيل للرسول صلى الله عليه وسلم، مع أن
الرسول منزه ومبرأ، ولكن هذا من أجل حماية عرض الرسول صلى الله عليه وسلم منهم ورد
كيدهم.
فالله سبحانه وتعالى
قسمها في ثمانية أصناف، حصرها فيهم، لا تخرج عنها، لا تصرف في مشاريع خيرية، لا
تصرف في بناء مساجد، لا تصرف في بناء مدارس، لا تصرف في أي مجال غير هذه الثمانية؛
لأن الله حصرها فيها؛ لقوله تعالى: ﴿۞إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ﴾ [التوبة: 60]، فقوله: ﴿إِنَّمَا﴾ هذه كلمة حصر.
﴿۞إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ﴾: الفقراء، وهم
الذين لا يجدون شيئًا، أو يجدون بعض الكفاية.
﴿وَٱلۡمَسَٰكِينِ﴾: وهم أحسن حالاً من الفقراء؛ لأنهم يجدون نصف الكفاية
أو أكثرها؛ فهم أحسن حالاً من الفقراء، فإذا اجتمع الفقير والمسكين في الذكر،
افترقا في المعنى، وإذا ذُكر أحدهما فقط، دخل فيه الآخر؛ فإذا ذُكر الفقير فقط،
دخل فيه المسكين، وإذا ذُكر المسكين فقط، دخل فيه الفقير، وأما إذا ذكرا جميعًا،
صار للفقير معنى، وللمسكين معنى؛ كما في هذه الآية الكريمة.
﴿وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا﴾: وهم الجباة والعمال، يأخذون في مقابل عملهم ولو لم يكونوا فقراء، لو كانوا أغنياء؛ لأن ما يأخذونه إنما هو في مقابل عملهم.