×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وتارة يقول صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ، صَلِّ عَلَيْهِ» ([1]).

ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم أخذ كرائم الأموال، بل وسطه ([2]).

****

الله جل وعلا قال له: ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٞ لَّهُمۡۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [التوبة: 103].

فقوله: ﴿وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ أي: ادع لهم، هذه سنة أن صاحب المال إذا جاء بالزكاة، فإنه يدعى له.

الصلاة أي: الدعاء.

من هديه صلى الله عليه وسلم العدل؛ فلا يأخذ أنفس الأموال؛ لأن هذا يضر المزكي، ولا يأخذ الرديء؛ لأن هذا يضر أصحاب الزكاة والفقراء والمساكين، وإنما يتوسط؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ: «وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ» ([3]).

فالدين وسط -ولله الحمد-، لكن إذا جاد صاحب المال بالجيد والغالي، فلا بأس، أما الإلزام، فإنه لا يلزم إلا بالمتوسط، وإذا دفع صاحب المال الرديء، لا يقبل منه؛ لقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَيَمَّمُواْ ٱلۡخَبِيثَ مِنۡهُ تُنفِقُونَ [البقرة: 267]. والخبيث معناه: الرديء هنا، ﴿وَلَا تَيَمَّمُواْ ٱلۡخَبِيثَ مِنۡهُ تُنفِقُونَ وَلَسۡتُم بِ‍َٔاخِذِيهِ إِلَّآ أَن تُغۡمِضُواْ فِيهِۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ [البقرة: 267].


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (6359)، ومسلم رقم (1078).

([2])أخرجه: مسلم رقم (19).

([3])أخرجه: مسلم رقم (19).