فانضاف
ذلك إلى ما خصه الله به من شرح صدره بالرسالة وخصائصها وتوابعها، وشرح صدره حسًا،
وإخراج حظ الشيطان منه.
****
الرسول صلى الله
عليه وسلم انشرح صدره للرسالة على ما فيها من أعباء، وما فيها من تكاليف، لم يضق
بها صلى الله عليه وسلم، وشرح الله صدره للدعوة إلى الله، وقام بها خير قيام.
وهذا حصل وهو صغير
ابن عشر سنين، وكان مع الأطفال يلعبون، أو يرعون الغنم، بينما هو كذلك، جاءه
رجلان، فأضجعاه، وشقا صدره، واستخرجا منه كل خلق ذميم؛ قال الله جل وعلا: ﴿أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ
صَدۡرَكَ ١ وَوَضَعۡنَا عَنكَ وِزۡرَكَ﴾ [الشرح: 1- 2]. وهذا يشمل
انشراحه بالسعة والخلق، ويشمل شرحه الحسي حينها شُرح، واستخرج كل ضغينة وكل خلق
ذميم، ثم أعيد، فقام كما كان صلى الله عليه وسلم.
ملكان جاءاه، فعملا
معه هذا العمل، فهو منشرح الصدر حسًا ومعنى؛ حسًّا: بهذا، ومعني:
بالأخلاق الطيبة، وسعة البال، والعفو، والصفح.
وكذلك شُرح صدره مرة ثانية ليلة المعراج؛ كما في الحديث ([1]).
([1])أخرجه: البخاري رقم (349)، ومسلم رقم (163).