×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وأعظم أسباب شرح الصدر: التوحيد، وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه.

****

  أعظم ما يشرح الصدر التوحيد وإفراد الله بالعبادة، وأعظم ما يضيق الصدر الشرك والكفر -والعياذ بالله-.

قال الله جل وعلا: ﴿أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٖ مِّن رَّبِّهِۦۚ [الزمر: 22]، وقال تعالى: ﴿فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهۡدِيَهُۥ يَشۡرَحۡ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِۖ وَمَن يُرِدۡ أَن يُضِلَّهُۥ يَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَيِّقًا حَرَجٗا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِۚ [الأنعام: 125].

فقوله: ﴿وَمَن يُرِدۡ أَن يُضِلَّهُۥ أي: الإرادة الكونية.

وقوله: ﴿يَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَيِّقًا حَرَجٗا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِۚ من شدة الضيق، فالمشرك والكافر إذا حرمه الله تعالى من الهداية، يجد أن الإسلام أشق شيء عليه، وأضيق شيء لصدره؛ لأنه لم ينشرح صدره له فيتقبله؛ عقوبة له، فيعاقب -والعياذ بالله- بالحرمان.

على حسب كمال التوحيد لله عز وجل، فإنه يزداد انشراح الصدر؛ لأن التوحيد نور، والإيمان نور يقذفه الله في قلب العبد.

قال تعالى: ﴿أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٖ مِّن رَّبِّهِۦۚ فَوَيۡلٞ لِّلۡقَٰسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ [الزمر: 22].

إذا تمكن التوحيد والإيمان من قلب العبد، زاد انشراح صدره وطمأنينة قلبه، وإذا نقص التوحيد، فإنه ينقص انشراح الصدر.


الشرح