×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وكان صلى الله عليه وسلم إذا عرض له محتاج، آثره على نفسه، تارة بطعامه، وتارة بلباسه.

****

 فهذا يبطل ثوابه، قال تعالى: ﴿۞قَوۡلٞ مَّعۡرُوفٞ وَمَغۡفِرَةٌ خَيۡرٞ مِّن صَدَقَةٖ يَتۡبَعُهَآ أَذٗىۗ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٞ ٢٦٣ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ صَفۡوَانٍ عَلَيۡهِ تُرَابٞ فَأَصَابَهُۥ وَابِلٞ فَتَرَكَهُۥ صَلۡدٗاۖ لَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءٖ مِّمَّا كَسَبُواْۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ [البقرة: 263- 264].

فهذا يبطل ثواب الصدقة، إن كان كارهًا له، أو يمن به على المُعطى، فإنه لا أجر له؛ كما أن المرائي لا أجر له، فليحذر الإنسان أن يحصل منه ما يحصل على إثر ما يبذل من المال، فليكن طيب النفس بما يبذله، مسرورًا، لا متكرهًا، هذا خلق النبي صلى الله عليه وسلم، فهو أفرح بما يعطي من الآخذ بما أخذ أو بما أُعطي.

إذا عرض له محتاج، آثره على حاجة نفسه؛ كما قال الله جل وعلا: ﴿وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ [الحشر: 9]. هذا في وصف الأنصار، فإذا كان هذا في وصف صحابته صلى الله عليه وسلم، فكيف هو صلى الله عليه وسلم ؟!! إنما تعلموا هذا من الرسول صلى الله عليه وسلم.


الشرح