×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وكان صلى الله عليه وسلم يتنوع في أصناف إعطائه وصدقته، فتارة بالهدية، وتارة بالصدقة، وتارة بالهبة، وتارة بشراء الشيء، ثم يعطي البائع السلعة والثمن ([1]).

****

  كان يعطي المال على وجوه، فلا يقتصر على وجه واحد:

تارة بالهدية، والهدية هي التبرع بالمال للإنسان، ولو كان غنيًا، والنبي صلى الله عليه وسلم حث على الهدية؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْهَدِيَّةَ تَسُلُّ السَّخِيمَةَ» ([2]).

فقوله: «تَسُلُّ السَّخِيمَةَ» أي: تُذهب ما في النفس؛ فإن المُهدى إليه يحب المهدي بسبب الهدية، تؤلف بين القلوب.

كان صلى الله عليه وسلم يتنوع عطاؤه، فلا يقتصر على الصدقة على المحتاج، بل يبذل المال، يهدي أحيانًا؛ لأن هذا يجلب المودة بين الناس.

«تارةً بالصدقة»، التي تعطى للمحتاج.

«وتارةً بالهبة»، الهبة والعطية بمعنى واحد.

وتارة يعطي على طريقة البيع والزيادة؛ فكان صلى الله عليه وسلم يشتري السلعة لا رغبة فيها، يشتريها، ثم يردها إلى البائع، ويرد الثمن؛ كما حصل هذا منه صلى الله عليه وسلم مع جابر رضي الله عنه في قصة الجمل؛ كما حدث جابر أنه كان يسير على جمل له قد أعيا، فمر النبي صلى الله عليه وسلم، فضربه فدعا له، فسار بسير ليس يسير مثله، ثم قال: «بعنيه بوقية»، قلت: لا، ثم قال: «بعنيه بوقية»، فبعته، فاستثنيت حملانه إلى أهلي، فلما قدمنا أتيته


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2470).

([2])أخرجه: الطبراني في الأوسط رقم (1526).