وتارة
يقترض الشيء فيرد أكثر منه، وكان يقبل الهدية، ويكافئ عليها بأكثر منها؛ تلطفًا
وتنوعًا في ضروب الإحسان بكل ممكن.
****
بالجمل ونقدني ثمنه، ثم انصرفت، فأرسل على إثري،
قال: «مَا كُنْتُ لآِخُذَ جَمَلَكَ، فَخُذْ جَمَلَكَ ذَلِكَ، فَهُوَ مَالُكَ»
([1])، فكان هذا من أنواع
بذله للمال.
وتارة يقترض الشيء،
والقرض معروف، وهو أن المحتاج يطلب مبلغًا من المال ينتفع به، ثم يرد بدله من غير
زيادة مشترطة، فلا يجوز للمقرض أن يشترط على المقترض زيادة؛ فهذا ربا القرض. وأما
إذا لم يشترط، وإنما المقترض هو الذي بذل الزيادة تفضلاً منه، فلا بأس بذلك.
والنبي صلى الله
عليه وسلم كان يقترض عند الحاجة، ثم يرد القرض إلى صاحبه ويزيده، هذا من أخلاقه
صلى الله عليه وسلم، ويقول: «إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً» ([2]).
كان صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية؛ لأن هذا من مكارم الأخلاق؛ لأنك إذا رددت الهدية على صاحبها، أثر هذا في نفسه، ووجد حرجًا، فكان صلى الله عليه وسلم من أخلاقه أنه يقبل الهدية، ويثيب عليها أكثر منها، كل هذا من أجل جلب المودة بين الناس.
([1])أخرجه: البخاري رقم (2718)، ومسلم رقم (715).