×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وكان إحسانه بما يملكه وبحاله وبقوله، فيخرج ما عنده، ويأمر بالصدقة، ويحض عليها، فإذا رآه البخيل، دعاه حاله إلى البذل. وكان من خالطه لا يملك نفسه من السماحة.

****

كان إحسانه بما يملكه من المال.

«وبحاله»، كان صلى الله عليه وسلم يحسن إلى الناس بحاله.

«وبقوله»، فيقول لهم قولاً طيبًا، هكذا كانت أخلاقه صلى الله عليه وسلم.

فكان يخرج ما عنده للمحتاجين، ولا يدخر شيئًا، هذا من أخلاقه صلى الله عليه وسلم، فإذا رآه البخيل، تأثر به صلى الله عليه وسلم، فصار يجود بالمال، اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا مما سبق من أنه يجود بحاله؛ أي: إذا رآه البخيل فإنه يجود بالمال، ويتأثر بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم.

يؤثر على من خالطه بأخلاقه الكريمة، وهذا شيء معروف أن المخالِط يتأثر بالمخالَط، والجليس يتأثر بأخلاق جليسه، فعلى المسلم أن يختار الخليط الطيب، والرفيق الطيب، والجليس الطيب؛ حتى يتأثر بأخلاقه.

قال القائل:

إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم*** ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي

قد وصف صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح ببائع المسك -وهو نوع من أجود الطيب- ؛ فالذي يجالس بائع المسك، لا يعدم الفائدة: إما أن يشتري منه، وإما أن يعطيه صاحب المسك، وإما أن يجد رائحة طيبة وقت جلوسه عنده، هذا الجليس الصالح. وأما جليس السوء،


الشرح