وكان
يخصه من العبادات بما لا يخص به غيره، حتى إنه ليواصل فيه أحيانًا؛ ليوفر ساعات
ليله ونهاره على العبادة.
****
كان صلى الله عليه وسلم سابقًا إلى العبادات في
كل حياته، ولكنه كان يخص رمضان ما لا يخص غيره من أيام السنة أو من شهور السنة؛
لفضل هذا الشهر.
الوصال: هو عدم الإفطار بين
اليومين، بل يواصل أيامًا، ولا يفطر بينها صلى الله عليه وسلم ؛ من أجل أن يوفر
عليه وقت العبادة وطاعة ربه عز وجل، ولكنه نهى الأمة عن الوصال؛ رحمة بهم، وأخبر
أن الوصال خاصٌّ به صلى الله عليه وسلم.
أمرهم بأن يفطروا
إذا غربت الشمس، إلى أن يطلع الفجر، ويأكلوا ويشربوا؛ كما قال الله جل وعلا: ﴿أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ
ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ
لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ
فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا
كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ
ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ
أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ﴾ [البقرة: 187].
كان يأمرهم بذلك: أن يفطروا بالليل، وأن يصوموا النهار؛ رحمة بهم ورفقًا بهم، أما هو، فكان يواصل، ونهاهم عن الوصال؛ قَالوا: إِنَّكَ تُوَاصِلُ، يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ: إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي» ([1]). الحديث.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1963).