وليس من لازم ذلك أن
يشهد بلفظ الشهادة، فيقول: «أشهد أني رأيت...»، لا. بل يخبر خبرًا: رأيت الهلال يا
رسول الله. فإذا كان معروفًا لديه، أمر بالصيام، كما أخبره ابن عمر رضي الله عنهما
أنه رأى الهلال، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم الناس بالصيام ([1]).
وأخبره أعرابيٌّ أنه
رأى الهلال؛ فقال: «أَتَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ
مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «قُمْ يَا بِلاَلُ،
فَأَذِّنْ فِي النَّاسِ أَنْ يَصُومُوا غَدًا» ([2]).
رؤية واحد هذا في
بداية الشهر، وأما في نهاية الشهر، فلا بد من شهادة اثنين، ولا تكفي شهادة واحد،
هكذا هي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
لكن إذا لم يُرَ
الهلال -سواء في دخول الشهر أو في الخروج-، فماذا يصنع المسلمون؟ لأنه قد يحول دون
رؤيته أشياء، أو تتعذر رؤيته في بعض الأمكنة.
فقال صلى الله عليه
وسلم: «لاَ تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلاَلَ، وَلاَ تُفْطِرُوا حَتَّى
تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ» ([3]).
قوله: «فَإِنْ
غُمَّ عَلَيْكُمْ» أي: لم تروه.
وفي رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم: «الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً، فَلاَ تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا العِدَّةَ ثَلاَثِينَ» ([4]).
([1])أخرجه: أبو داود رقم (2342)، والدارمي رقم (1733)، وابن حبان رقم (3447).