فإن
لم يكن رؤية ولا شهادة، أكمل عدة شعبان ثلاثين،
****
فرواية: «فَأَكْمِلُوا
العِدَّةَ ثَلاَثِينَ» مفسرة لقوله: «فَاقْدُرُوا لَهُ»، أي: أكملوا
عدة الشهر ثلاثين يومًا.
إذًا الصيام
والإفطار بعلامتين: إما برؤية الهلال، أو إكمال الشهر ثلاثين يومًا، وهذا
شيء واضح يعرفه العامي والمتعلم، والعربي والأعجمي، والحضري والبدوي، كل يعرف هذا،
سهل.
بخلاف ما يدعو إليه
المتبجحون اليوم من العمل بالحساب الفلكي، الحساب الفلكي موجود من قديم، ولم يحل
الرسول صلى الله عليه وسلم على الحساب الفلكي، بل كان هناك حساب في الزمان السابق
أحذق من الفلكيين المعاصرين الآن، الذين آذوا الناس بالتبجح، ومع هذا الرسول صلى
الله عليه وسلم لم يحلهم على الحساب؛ لأن الحساب عمل بشري، يخطئ ويصيب، وأيضًا
هناك صعوبة، ليس كل الناس يحسبون، ليست كل الأمم تحسب، وليست كل الشعوب تحسب،
فالرسول صلى الله عليه وسلم علق هذا بأمر واضح، كل يعرفه، سهل، قال سبحانه وتعالى:
﴿يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ
ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ﴾ [البقرة: 185]، فلا
يعتمد على الحساب الفلكي، وإنما يعتمد على العلامتين: إما الرؤية، وإما إكمال
شعبان أو رمضان ثلاثين يومًا.
إذا أمكنت رؤية الهلال، ولم يُرَ؛ أي: كانت السماء صحوًا، لكنه لم يُرَ يكمل الشهر ثلاثين يومًا، لكن هنا حالة طارئة، قد يكون هناك غيم، أو قتر يحول دون الرؤية، هذا يسمى يوم الشك، يوم الثلاثين من شعبان إذا حال دونه غيم أو قتر، فهذا يسمى يوم الشك، والعلماء اختلفوا في هذا: هل يجب صيام يوم الشك، أو لا يجوز؟