×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وكان صلى الله عليه وسلم يعجل الفطر، ويحث عليه ([1])، ويتسحر، ويحث عليه ([2]).

****

 الشهر، أصبحوا صائمين على الأصل، فإن جاء شهود، وشهدوا في المساء بعد الظهر، فكان صلى الله عليه وسلم يأمر بالإفطار أثناء النهار، ويأمرهم أن يخرجوا من الغد لصلاة العيد؛ كما أنه قدم وفدٌ إلى المدينة، وهم صائمون يوم الثلاثين، فأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم أنهم رأوه البارحة، فأمر الناس أن يفطروا، وأن يخرجوا غدًا لعيدهم.

هذا هديه صلى الله عليه وسلم، ليس فيه تكلف، وليس فيه مشقة، وليس تنطع.

كان من سنته صلى الله عليه وسلم في الصيام تعجيل الإفطار عند غروب الشمس، ويحث على السحور قبل طلوع الفجر؛ أي: تأخيره، ينتهي بطلوع الفجر.

وكما سبق عرفنا أنه صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن الوصال، وعرفنا الوصال.

وكان من رأفته بأمته ورحمته بهم أنه يحث على تعجيل الفطور عند غروب الشمس، ويحث على تأخير السحور قبيل طلوع الفجر؛ بحيث لا يدخل شيءٌ من الليل في النهار، ولا يدخل شيء من النهار في الليل.

فالصيام إنما هو في النهار من طلوع الفجر إلى غروب الشمس؛ كما حدده الله جل وعلا في قوله تعالى: ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ [البقرة: 187]. فالغاية ونهاية الصيام بغروب الشمس، وهو بداية الليل.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1957)، ومسلم رقم (1098).

([2])أخرجه: البخاري رقم (1923)، ومسلم رقم (1095).