وأما الذين يخالفون
سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في الإفطار أو في السحور، فهم على قسمين:
القسم الأول: مبتدعة، وهم الذين
يؤخرون الإفطار؛ حتى تشتبك النجوم، وهؤلاء طائفة من المبتدعة معروفون، لا يفطرون
عند غروب الشمس، وإنما ينتظرون حتى يمضي جزء من الليل، فيزيدون في الصيام ما ليس
منه، ويخالفون بذلك سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء مبتدعة؛ لأنهم زادوا
على العبادة شيئًا ليس منها.
القسم الثاني: ما ابتلي به كثير
من الناس الآن من السهر في الليل، فإذا انتهى سهرهم، أكلوا وشربوا، وملؤوا بطونهم،
ثم ناموا قبل الفجر، ولا يصلون الفجر في وقته، ولا يصومون في وقت الصيام، كل هذا
مخالفة لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم.
عند الإفطار كان
يفطر بشيء من أكل وشرب، وعند السحور كذلك كان يتسحر طعامًا، يتقوى بذلك على
الصيام.
قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «تَسَحَّرُوا؛ فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً» ([1]).
وقد سماه الغداء
المبارك؛ لأنه يعين على طاعة الله سبحانه وتعالى ([2]).
فلا يصم الإنسان من غير سحور -هذا مخالف لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم -، ويظن أن هذا من الطاعة.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1923)، ومسلم رقم (1095).