×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاَةٍ» ([1]). وفي رواية: «عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ» ([2]). ولم يفرق صلى الله عليه وسلم بين الصائم وغيره.

هناك أحاديث لم تثبت أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن السواك بعد الظهر، أباحه في أول النهار، ونهى عنه بعد الزوال، لكن لم يثبت هذا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، في الصحيح أن الصائم يستاك في كل النهار، ولا يؤثر هذا على صيامه.

ومن قال بأن السواك يزيل رائحة الفم، التي هي مرضاة للرب؛ كما جاء في الحديث: «... وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ» ([3]).

قالوا: فإذا استاك، أزال هذه الرائحة، التي هي من أثر الصيام، وهي محبوبة إلى الله سبحانه وتعالى، والجواب عن هذا أن الرائحة هذه ليست من الفم؛ حتى يزيلها السواك، هذه الرائحة من المعدة، نتيجة خلو المعدة من الطعام، يخرج منها أبخرة فيها رائحة كريهة، والسواك لا يزيلها.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (252).

([2])أخرجه: النسائي في الكبرى رقم (3021)، وأحمد رقم (7412).

([3])أخرجه: البخاري رقم (1894)، ومسلم رقم (1151).