وجنة
المحاربين، ورياضة الأبرار والمقربين، وهو لرب العالمين من بين الأعمال، فإن
الصائم لا يفعل شيئًا، وإنما يترك شهوته.
****
«وجُنة المحاربين»، الجنة -بضم الجيم
وتشديد النون-: هي ما يتخذه المقاتل وقاية دون السهام من الترس وغيره.
والصيام جُنة
معنوية، جُنة يقي الإنسان من الشرور والمخالفات؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «الصَّوْمُ
جُنَّةٌ» ([1])؛ أي: يتقي به
المسلم الشرور والآفات، التي تطرأ على المفطر.
وقول المؤلف: «جنة المحاربين»
أي: المحاربين للشيطان؛ كما أن الجنة في القتال هي جنة من المقاتلين.
722 كذلك فيه رياضة
للنفس؛ لأنه يعودها على ترك مألوفاتها، يعودها على تحمل المشقة، فهو رياضة يعود
النفس على الصبر والقوة في الصيام؛ فإنه مع أكله وشربه يضعف أمام الشيطان، وتضعف
نفسه -أيضًا-، وتميل إلى الشهوات، فالصيام يروضها؛ يعني: يعودها على ترك مألوفاتها
والصبر عنها.
هذا في الحديث القدسي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللَّهُ عز وجل: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» ([2])؛ لأنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، هذه ميزة الصيام على سائر الأعمال؛ لأنه لا يكون فيه رياء؛ لأنه لا يُرى، فهو ترك للشهوات،
([1])أخرجه: النسائي رقم (2224).