واستفراغ
المواد الرديئة المانعة لها من صحتها.
فهو
من أكبر العون على التقوى ؛ كما قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا
كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾
[البقرة: 183].
****
قد يصاب الإنسان
بالأمراض بسبب الشهوات، يصاب بالأمراض الباطنية، وقد يكون داء عضالاً، لا يمكن
علاجه، الصيام يمنعه من هذه الأمور، ويصح جسمه؛ كما يصح قلبه ونفسه.
ولهذا قال الله جل
وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ
مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183]. هذا فيه أن
الصيام يجلب التقوى، ويقي الإنسان من هذه الأمور المحرمة.
﴿كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ﴾؛ أي: فرض، فالكتابة
هنا معناها الفرضية؛ كما قال تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ﴾ [البقرة: 216] ؛
أي: فُرض عليكم القتال، فهو مفروض.
ولما كان شاقًا على النفوس، سَلّى الله المؤمنين بأنه ليس خاصًا بهم، بل هو مشروع لجميع الأمم، قال تعالى: ﴿كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ﴾ [البقرة: 183]، فهو شريعة عامة قديمة، وهذا ما يسلي الصائم على استقبال فرضية الصيام، وإن كان صيام من كان قبلنا يختلف بزمانه، ويختلف في كيفيته، لكن هو مفروض على الجميع.