وأمر
صلى الله عليه وسلم من اشتدت عليه شهوته للنكاح ولا قدرة له عليه بالصيام، وجعله
وجاء هذه الشهوة ([1]).
****
كذلك من فوائد الصيام: أنه علاج للشهوة
لمن لا يستطيع الزواج؛ لأنه -كما سبق- يكسر الشهوة، ويضعف مجاري الدم.
ولهذا قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ
الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ،
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» ([2]).
الوجاء: هو الخصاء؛ لأن
الخصي لا يميل إلى الجماع، فهو يشبه الخصاء؛ لأنه يضعف الشهوة، أو يرفعها وقت
الصيام؛ لأن سبب الشهوة من تناول الطعام والشراب، ولهذا أمر الشباب أن يعالجوا
خطر الشهوة بأحد أمرين:
الأمر الأول: إما الزواج؛ لأن
الله جل وعلا جعل الزواج مصرفًا لهذه الشهوة، وهو مصرف شريف ينتج الذرية ويعف النفس،
ففيه مصالح عظيمة، ويقي من السفاح والزنا والأمراض.
الأمر الثاني: إذا لم يستطع
الزواج ماديًا، ليس عنده مال ليتزوج، هناك علاج سهل عليه، وهو الصيام، يصوم، فهذا
يذهب شهوته التي كانت تنازعه.
****
([1])أخرجه: البخاري رقم (5065)، ومسلم رقم (1400).