×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وكان هديه صلى الله عليه وسلم فيه أكمل هدي، وأعظمه تحصيلاً للمقصود، وأسهله على النفوس.

ولما كان فطم النفوس عن شهواتها ومألوفاتها من أشق الأمور، تأخر فرضه إلى ما بعد الهجرة.

****

 لما انتهى من بيان الحكم التي جعلها الله عز وجل في الصيام، أراد أن يبين هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصيام: كيف يصوم صلى الله عليه وسلم ؟ كيف يفطر؟ لأننا مأمورون بالاقتداء به في الصيام وغيره.

لا شك أن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم هو أكمل الهدي؛ كما جاء في الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم » ([1]).

وقد قال الله جل وعلا: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا [الأحزاب: 21]. فيقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في الصيام: كيف يصوم؟ وكيف يفطر؟ وماذا يعمل في صيامه وقت الصيام؟

لما كان في الصيام فطم للنفوس عن شهواتها وملذاتها، وهذا فيه مشقة على النفوس، أخر الله عز وجل فرضيته، فلم يفرض على النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد الهجرة، بخلاف التوحيد والنهي عن الشرك، هذا في مكة من وقت البعثة، كذلك فرضت عليه الصلاة، وهو في مكة ليلة المعراج.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (6098).