وكان
صلى الله عليه وسلم يدخل على أهله فيقول: «هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟» فَإِنْ قَالُوا: لاَ، قَالَ: «إِنِّي إِذًا
صَائِمٌ» ([1]).
****
وكان يصوم ويفطر صلى
الله عليه وسلم، يصوم حتى يقال: لا يفطر، ويفطر حتى يقال: لا يصوم في أثناء السنة،
ولكن لم يكن يسرد الصيام.
وسئل صلى الله عليه
وسلم عمن يصوم الدهر، فقال: «مَنْ صَامَ الدَّهْرَ فَلاَ صَامَ وَلاَ أَفْطَرَ».
وقال صلى الله عليه
وسلم: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ صِيَامُ دَاوُدَ عليه السلام، كَانَ يَصُومُ
يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا» ([2]).
فمن أراد الإكثار من
الصيام، فليصم صوم داود عليه السلام، يصوم يومًا، ويفطر يومًا، وبذلك يكون قد صام
نصف السنة.
هذا دليل على أن
صيام النافلة لا يشترط له النية من الليل، بل يجوز له أن ينوي صيام النافلة في
النهار، لكن بشرط ألا يكون قد تناول شيئًا بعد طلوع الفجر. فإذا أصبح لم يتناول
شيئًا، وبدا له أن يصوم، فإنه يصوم، ولو كانت النية متأخرة، هذا بخلاف الفرض؛ فلا
بد أن ينويه بالليل.
قوله: «إِنِّي إِذًا صَائِمٌ»؛ أي: في هذه اللحظة، فدل على إحداث النية لصوم النافلة في النهار.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1154).