وروي عنه أنه «نَهَى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ
عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ»، رواه عنه أهل السنن ([1]). وصح
عنه أن: «صِيَامَه يُكَفِّرَ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»، ذكره مسلم ([2]). وقد
ذكر لفطره بعرفة عدة حكم.
ولم
يكن من هديه صلى الله عليه وسلم صيام الدهر، بل قد قال: «مَنْ صَامَ الدَّهْرَ لاَ
صَامَ وَلاَ أَفْطَرَ» ([3]).
****
أم مفطر؟ فقامت أم
الفضل زوج العباس بن عبد المطلب رضي الله عنها، فناولته قدحًا من اللبن، وهو على
الراحلة، فأخذه صلى الله عليه وسلم، وشرب منه، والناس ينظرون إليه، فعلموا أنه صلى
الله عليه وسلم مفطر، وليس بصائم، فدل على أن الحاج لا يصوم يوم عرفة بعرفة، بل
يفطر.
من أجل أن يتقوى
الحجاج على الذكر والوقوف، ولأن يوم عرفة إذا جاء في الصيف وشدة الحر يشق صيامه
على الحجاج.
يكفر السنة الماضية
والسنة القادمة -يعني: من الذنوب الصغائر-، هذا صح عنه صلى الله عليه وسلم، فدل
على فضل صوم يوم عرفة، لكن لغير الحجاج.
لم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم صيام الدهر -أي: السنة كلها- لا يفطر، يصوم اثني عشر شهرًا سردًا، هذا ليس من هديه صلى الله عليه وسلم، بل إنه نهى عن ذلك.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (2440)، وابن ماجه رقم (1732)، وأحمد رقم (8031).