×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إفطار يوم عرفة بعرفة، ثبت عنه ذلك في «الصحيحين» ([1]).

****

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ [الأعراف: 157].

فأوجب على الخليقة والبشرية أن تؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم: اليهود والنصارى وغيرهم.

يوم عرفة أيضًا من الأيام التي يستحب صيامها لغير الحاج، فغير الحاج يستحب له صيام يوم عرفة؛ قال صلى الله عليه وسلم: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» ([2]).

يوم عرفة هو أفضل أيام الدنيا، وخير الدعاء هو دعاء عرفة؛ كما قال صلى الله عليه وسلم ([3])، ويستحب صيامه لغير الحجاج.

وأما الحجاج، فيفطرون في هذا اليوم؛ كما وقف النبي صلى الله عليه وسلم مفطرًا؛ لأن الحاج بحاجة إلى القوة للوقوف في هذا اليوم، فيأكل ويشرب؛ لأجل أن يتقوى في هذا اليوم على الذكر وعلى عبادة الله عز وجل.

فالحاج لا يستحب له صيام يوم عرفة، وأما غير الحاج، فيستحب له ذلك.

إفطار يوم عرفة بعرفة، أما غير الحجاج، فيصومون، وقد ثبت ذلك في الصحيحين، لما تجادل الناس: هل رسول صلى الله عليه وسلم صائم


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1661)، ومسلم رقم (1123).

([2])أخرجه: مسلم رقم (1162).

([3])أخرجه: الترمذي رقم (3585).