×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

ولما قدم المدينة وجد اليهود تصومه وتعظمه فقال: «نَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ» ([1])، وذلك قبل فرض رمضان، فلما فرض رمضان قال: «مَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَه» ([2]).

****

  لأن الأحق بموسى عليه السلام من اتبعه وآمن به، وأما اليوم، فإنهم وإن انتسبوا لموسى عليه السلام، فإنهم مخالفون له في الدين، وقد أحدثوا في دينهم، وغيروا، وبدلوا، وحرفوا الشيء الكثير، إنما عندهم الانتساب فقط، لا الحقيقة؛ لأنهم إن كانوا يتبعون موسى عليه السلام حقيقة، لآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأن موسى عليه السلام يوصي باتباع محمد صلى الله عليه وسلم، كذلك عيسى عليه السلام يوصي باتباع محمد صلى الله عليه وسلم إذا بعث؛ فهم يكفرون بأنبيائهم؛ لما كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم، كفروا بأنبيائهم، وعصوهم. ﴿ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ [الأعراف: 157] يعني: محمدًا صلى الله عليه وسلم.

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ [الأعراف: 157].

هذه هي صفات محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2004)، ومسلم رقم (1130).

([2])أخرجه: البخاري رقم (1893)، ومسلم رقم (1125).