×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

 فقالوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تَصُومُهُ الْيَهُودُ! قَال: «صُومُوا يومًا قَبْله أَو يومًا بَعْدِه» ([1])، وروي عن ابن عباسٍ أنه قال: «صُومُوا التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ» ([2]).

ففي صيام يوم قبله مخالفة لليهود.

فالحاصل أن صيام يوم عاشوراء يكفر الله سبحانه وتعالى به السنة الماضية؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صِيَام يَوْم عَاشُورَاءَ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» ([3])؛ أي: ما يقع فيها من الذنوب والسيئات يكفره الله سبحانه وتعالى بصيام يوم عاشوراء، والمراد الذنوب الصغائر، وأما الكبائر، فلا تكفر إلا بالتوبة.

وانظروا إلى هدي الأنبياء أنهم كانوا عند حدوث النعم والانتصارات يشكرون الله سبحانه وتعالى بالعبادة، ما كانوا يتخذون مناسبات للفرح والأعياد وما أشبه ذلك؛ كما يفعله الجهال أنهم يتخذون مناسبات للانتصارات ويحتفلون فيها، يحتفلون بيوم بدر، ويحتفلون بكذا وكذا، لم يكن هذا من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من هدي الأنبياء، فهذا موسى عليه السلام لم يجعل هذا اليوم يوم عيد ويوم فرح، بل جعله يوم صيام؛ شكرًا لله عز وجل.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1134).

([2])أخرجه: الترمذي رقم (755).

([3])أخرجه: مسلم رقم (1162).