×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وأما يوم عاشوراء، فإنه كان يتحرى صومه على سائر الأيام.

****

 ففيه استحباب صيام ستة أيام من شوال، وهذا مذهب الجمهور من أهل العلم. وأما من استنكر صيام الستة من شوال، فهذا لأنه لم يبلغه الحديث، وكما سبق فإن المثبت مقدم على النافي.

وكذلك من أنواع صيام التطوع صيام يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من شهر المحرم. وصيامه مؤكد، وكان صومه واجبًا قبل أن يفرض رمضان، ثم إنه لما فرض رمضان؛ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَه» ([1])، فهو سنة مؤكدة، وهو اليوم الذي نجَّى الله سبحانه وتعالى فيه موسي عليه السلام وقومه من فرعون، وأغرق فيه فرعون وقومه جميعًا في هذا اليوم، فصامه موسي عليه السلام شكرًا لله عز وجل.

واستقر صومه سنة بعد موسى عليه السلام، حتى جاء محمد صلى الله عليه وسلم، فأكد ذلك، ولما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم اليهود -لأنهم يصومون هذا اليوم- سألهم: لماذا؟ فقالوا: لأنه يوم فيه نجّى الله عز وجل موسى عليه السلام وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسي شكرًا لله، فنحن نصومه، فقال صلى الله عليه وسلم: «نَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ» ([2]).

ولكن لما كانت اليهود تصومه، وصار المسلمون يصومونه، فصار كأن هناك مشابهة لليهود، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم،


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1893)، ومسلم رقم (1125).

([2])أخرجه: البخاري رقم (2004)، ومسلم رقم (1130).