×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وهذا دليل على أن الاعتمار في أشهر الحج أفضل منه في رجب بلا شك.

وأما في رمضان، فموضع نظر، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أن عمرة في رمضان تعدل حجة ([1]).

وقد يقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتغل في رمضان من العبادات بما هو أهم من العمرة، مع ما في ترك ذلك من الرحمة لأمته،

****

العمرة في شهر رجب لم يثبت فيها دليل، تخصيص رجب لم يثبت دليل أنه يخصص بعبادة -لا بصيام، ولا بعمرة، ولا بقيام ليل، ولا بذبيحة، التي يسمونها العقيرة-، هو كسائر الأشهر، إلا أنه من الأشهر الحرم، أما أن يخصص بعبادات، فهذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي رواية: «حَجَّةً مَعِي»؛ كما قال لأم معقل بسبب أنها تأخرت عن الحج لعذر، فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبرها أن العمرة في رمضان كحجة معه صلى الله عليه وسلم.

كذلك رحمة بالأمة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لو اعتمر في رمضان، لاعتمر الناس كلهم في رمضان، وحصلت بذلك المشقة، فهديه صلى الله عليه وسلم أنه لم يعتمر في رمضان، والذي يقصد العمرة في رمضان، ويكررها، ويزاحم، ويتكلف، هذا خلاف الأفضل.

فإنه لو اعتمر صلى الله عليه وسلم، لاعتمرت كل الأمة في رمضان.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1863)، ومسلم رقم (1256).