×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

فإنه لو فعل لبادرت الأمة إلى ذلك، فكان يشق عليها الجمع بين العمرة والصوم، وكان يترك كثيرًا من العمل، وهو يحب أن يعمله؛ خشية المشقة عليهم.

ولم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه اعتمر في السنة إلا مرة واحدة.

****

الآن مشقة العمرة في رمضان أشد من الحج؛ لأنه في الحج يذهب الناس إلى المشاعر -عرفة، ومنى، والمزدلفة- ؛ يتفرقون، وأما العمرة، فيمكثون في المسجد الحرام، كلهم في المسجد الحرام، ويحصل بذلك المشقة، وربما يحصل وفيات أحيانًا.

الرسول صلى الله عليه وسلم في حجته نزل بالأبطح، عند المقبرة التي يسمونها الآن الحجون، ولم يذكر أنه كان يذهب إلى المسجد الحرام؛ ليصلي فيه الفرائض، لم يذكر هذا، وإنما ذهب إليه لأداء العمرة فقط، وإلا كان يصلي في منزله؛ لئلا يشق على الناس. وأيضًا المسجد الحرام كله سواء، ما كان داخلاً في الأميال، كله سواء في مضاعفة الأجر والثواب والفضل، لكن الناس يضيقون على أنفسهم بسبب جهلهم.

في رمضان، رمضان شهر الصوم، فإذا أضيفت إليه العمرة مع ما فيها من سفر، فهذا يشق على الناس؛ السفر والصيام.

كان صلى الله عليه وسلم يحب أن يعمل العمل، لكن إذا تذكر أن الأمة ستقتدي به في ذلك، تركه، وهو يحبه؛ خشية المشقة على الأمة.

كذلك تكرار العمرة جائز، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ» ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (810)، والنسائي رقم (2631)، وأحمد رقم (3669).