وكان
نساؤه صلى الله عليه وسلم -رضي الله عنهن- كلهن معه، وطاف عليهن تلك الليلة ([1])،
فلما أراد الإحرام، اغتسل غسلاً ثانيًا لإحرامه.
ثم
طيبته عائشة رضي الله عنها بيدها بذريرة وطيب فيه مسك في بدنه ورأسه،
****
كل نسائه معه في هذا
الحج.
قوله: «وطاف عليهن تلك
الليلة»؛ أي: بالجماع، وهذا من قوته صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الله سبحانه
وتعالى أعطاه قوة، وخصه بها، فطاف على تسع نساء في ليلة واحدة وبغسل واحد.
اغتسل من الجنابة
غسلاً واحدًا، ثم لما أراد الإحرام، اغتسل لإحرامه، غسل الجنابة هذا كان عند
الفجر، وأما غسل الإحرام، فهو عند الظهر، فبينهما وقت.
هذا من سنن الإحرام، فمن سنن الإحرام أن يتطيب في بدنه، لا في ثيابه، ملابس الإحرام لا تطيب، وإنما يطيب بدنه؛ كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يضر بقاء الرائحة بعد الإحرام، أو بقاء الطيب عليه بعد الإحرام، لا يضر هذا.
([1])أخرجه: البخاري رقم (267)، ومسلم رقم (1192).