×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وقول ابن حزم: إن ذلك قبل الظهر بيسير، وهم منه، والمحفوظ أنه إنما أهل بعد الظهر ([1])، ولم يقل أحد قط: إن إحرامه كان قبل الظهر، فلا أدري من أين له هذا؟.

ثم لبى فقال: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ» ([2]).

****

  أنه صلى الله عليه وسلم أحرم قبل صلاة الظهر هذا من أوهام من ابن حزم في حجة النبي صلى الله عليه وسلم، له أوهام كثيرة رحمه الله في حجة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا منها.

الله أعلم.

قال الشيخ رحمه الله في سياق حجته صلى الله عليه وسلم: ثم لَبَّى: أي: الرسول صلى الله عليه وسلم بعدما أحرم لبى، فقال: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ».

فيستحب للمحرم أن يكثر من هذه التلبية، سواء بهذا اللفظ أو بألفاظ أخرى لا تخرج عن هذا المعنى.

وقد كان الصحابة يلبون مع الرسول صلى الله عليه وسلم بتلبيات يسمعها الرسول صلى الله عليه وسلم منهم، ولم ينكرها عليهم.

وهذه التلبية: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ» لها معني.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1243).

([2])أخرجه: البخاري رقم (1549)، ومسلم رقم (1184).