لبيك: تثنية لبى،
يلبي؛ بمعنى: أجاب النداء، وأجاب الدعوة، وذلك إجابة لدعوة إبراهيم الخليل عليه
السلام، أذان الخليل عليه السلام لما أمره الله سبحانه وتعالى أن يؤذن في الناس
بالحج، قال تعالى: ﴿وَأَذِّن
فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ﴾ [الحج: 27].
فمن لبى، فهو يجيب
هذا النداء، إلى أن تقوم الساعة.
التلبية معناها:
الإجابة، أي: إجابة بعد إجابة، تثنية، ثم يكررها.
«لَبَّيْكَ
اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ»: يثني على الله عز وجل، ويحمده، ويضيف إليه النعمة
والملك، فهي تتضمن التوحيد، فالملبي يعلن التوحيد لله عز وجل، وهذا من المواضيع
التي يظهر فيها التوحيد من مناسك الحج؛ لأن الحج والعبادات كلها مبنية على
التوحيد، فكل عبادة لا تبنى على التوحيد فهي باطلة، كل عبادة لا تبنى على التوحيد
وإفراد الله عز وجل بالعبادة، فهي عبادة باطلة، ومن ذلك الحج.
فهذا مما يذكر الحاج
أن يخلص نيته لله عز وجل، ولا يحج رياءً، ولا سمعة، ولا طمعًا في الدنيا، وإنما
يحج لله عز وجل، ويعتمر لله؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ﴾ [البقرة: 196].
فقوله: ﴿وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ
وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ﴾ [البقرة: 196] معناه: أتموا المناسك من حج أو عمرة، ولا
تنقصوا منها شيئًا.
وقوله: ﴿لِلَّهِۚ﴾ أي: خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى، ولا يكن فيها رياء ولا سمعة، ولا دعاء لغير الله.