×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

 كان المشركون يلبون، إذا أحرموا، يلبون، ولكنهم يخلطون التلبية بالشرك، فيقولون: «لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، إِلاَّ شَرِيكًا هُوَ لَكَ، تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ» ([1]).

فقولهم: «إِلاَّ شَرِيكًا هُوَ لَكَ»، يراد به: الأصنام، والأشجار، والأحجار، والأولياء، والصالحون؛ لأنهم يتقربون إلى هذه المعبودات ﴿وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ [يونس: 18]. وقال تعالى: ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزمر: 3]، هل لأنهم يعتقدون أن هذه المعبودات أنها تخلق وترزق وتدبر الكون؟ لا، بل أرادوا منها القربى، أرادوا منها أنها تقربهم إلى الله سبحانه وتعالى بزعمهم؛ قال تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ [يونس: 18].

فلا يقولون: إن هذه المعبودات يخلقون ويرزقون ويدبرون، بل يقولون: ﴿هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ؛ أي: وسائط، يعتقدون أنهم وسائط بزعمهم.

قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾، اعترفوا أنهم يعبدونهم، ما نعبدهم لشيء، بل ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ، فلا نعبدهم لأنهم يخلقون ويرزقون ويدبرون، كلٌّ يعترف أنه الله عز وجل وحده هو الذي يفعل ذلك، هذا توحيد الربوبية، ولا أحد ينكره، لا من الأولين ولا من الآخرين.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1185).