×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

ثم سار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يلبي بتلبيته المذكورة، والناس معه يزيدون فيها وينقصون، وهو يقرهم.

فلما كانوا بالروحاء رأى حمار وحش عقيرًا، فقال: «دَعُوهُ؛ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ صَاحِبُهُ» فَجَاءَ صَاحِبُهُ فَقَالَ: شَأْنَكُمْ بِه، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ فَقَسَّمَهُ بَيْنَ الرِّفَاقِ ([1]).

****

المذكورة قريبًا بنصها، واستمر يلبي صلى الله عليه وسلم، ولم تقتصر التلبية عند الإحرام فقط، وإنما يلبي كلما ذكر، أو كلما علا مرتفعًا، أو التقى بالحجاج، أو أقبل الليل، أو أقبل النهار.

والناس معه صلى الله عليه وسلم يلبون معه، يزيدون في التلبية السابقة، وينقصون منها، ولم ينكر عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم.

لأن المحرم ممنوع من الصيد؛ لقوله تعالى: ﴿لَا تَقۡتُلُواْ ٱلصَّيۡدَ وَأَنتُمۡ حُرُمٞۚ [المائدة: 95].

ولما رأوا هذا الحمار الذي أصابه رامٍ من الرماة، أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بألا يتعرضوا له؛ لأنه ربما يأتي صاحبه، فأتى صاحبه؛ كما سيأتي.

هذا فيه دليل على أن المحرم يأكل من لحم الصيد، الذي لم يصده هو، أو الذي لم يصد من أجله، فيأكل من لحم الصيد، إذا صاده حلال؛ أي: غير محرم.


الشرح

([1])أخرجه: النسائي رقم (2818)، وابن حبان رقم (5111)، والطبراني في الكبير رقم (5283).