×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

فَطَلَعَ الْغُلاَمُ لَيْسَ مَعَهُ الْبَعِير، فَقَالَ: أَيْنَ بَعِيرُكَ؟ قَالَ: أَضْلَلْتُهُ الْبَارِحَةَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: بَعِيرٌ وَاحِدٌ وَتُضِلُّهُ، فَطَفِقَ يَضْرِبُهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَبَسَّمُ وَيَقُولُ: «انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْمُحْرِمِ مَا يَصْنَعُ» ([1]).

ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالأبواء، أهدى له الصعب بن جثامة عجز حمار وحشي، فرده، وقال: «إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلاَّ أَنَّا حُرُمٌ» ([2]).

****

  هذا دليل على أن للمحرم أن يؤدب خادمه إذا أخطأ، وأن هذا لا يخل بالإحرام؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يتبسم من فعل أبي بكر رضي الله عنه، فهذا إقرار له.

الأبواء: اسم موضع قريب من رابغ، يقال: إن أم الرسول صلى الله عليه وسلم مدفونة فيه.

لماذا ردَّه رسول صلى الله عليه وسلم ؟

لأن الصعب بن جثامة رضي الله عنه صاده للرسول صلى الله عليه وسلم، والمحرم إذا صيد الصيد من أجله، لا يأكله.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (1818)، وابن ماجه رقم (2933)، وأحمد رقم (26916).

([2])أخرجه: البخاري رقم (1825)، ومسلم رقم (1193).