فَلَمَّا
مَرَّ بِوَادِي عُسْفَانَ، قَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ، أَيُّ وَادٍ هَذَا؟» قَالَ:
وَادِي عُسْفَانَ، قَالَ: «لَقَدْ مَرَّ بِهِ هُودٌ، وَصَالِحٌ عليهما السلام
عَلَى بَكْرَيْنِ أَحْمَرَيْنِ خُطُمُهَا اللِّيفُ، وَأُزُرُهُم الْعَبَاءُ،
وَأَرْدِيَتُهُم النِّمَارُ، يُلَبُّونَ يَحُجُّونَ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ»، ذكره
أحمد ([1]).
****
فدلَّ هذا على أن الأنبياء كانوا يحجون البيت
العتيق؛ قبلة إبراهيم عليه السلام، واقتداءً بإبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم،
فدل هذا على أن الحج عبادة قديمة، وليست مقصورة على المسلمين؛ كما قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ
حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [آل عمران: 97].
فهذا هود عليه
السلام -وهو نبي قوم عاد-، وهذا صالح عليه السلام -وهو نبي ثمود-، قد جاءا حاجين،
ومرَّا بهذا الوادي، يلبيان على بكرين أحمرين، فهذا مما أطلع الله سبحانه وتعالى
رسوله صلى الله عليه وسلم عليه، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم.
وفيه دليل على أن الحج مشروع للمسلمين عمومًا، منذ أن بنى إبراهيم البيت، إلى أن تقوم الساعة، وهو مشروع للمسلمين عمومًا، وأنه يجب على الخلق أن يدخلوا في الإسلام، ويحجوا هذا البيت.
([1])أخرجه: أحمد رقم (2067).