فلما
دخل المسجد، عمد إلى البيت، ولم يركع تحية المسجد
؛ فإن تحية المسجد الحرام الطواف. فلما حاذى الحجر، استلمه، ولم يزاحم عليه،
****
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا
دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلاَ يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ»
([1])، لكن هذا غير داخل
المسجد الحرام، غير القادم للمسجد الحرام، فإن أول ما يبدأ به هو الطواف، وهو تحية
الحرم، وأما من دخل المسجد الحرام، وهو مقيم في مكة، فإن له أن يأتي بتحية المسجد،
أو أن يطوف، فهو مخير، وإن أراد أن يجلس، فليأت بتحية المسجد، وإن أراد أن يطوف،
فإن الطواف يكفي عن تحية المسجد.
تحية المسجد الحرام
هو الطواف للقادم.
يبدأ من الحجر
الأسود، وهذا فيه دليل على أن الطواف يبدأ من الحجر، ولم يزاحم عليه؛ فإن وجد
فرصة، تقدم إليه، ومسحه بيده، وقبله، أو مسحه بيده، وقبل يده، أو مسحه بمحجن أو
آلة.
الزحام عند الحجر الأسود هذا خلاف السنة، وربما يكون محرمًا؛ لأنه ربما يكون هناك فتنة بالنساء، وهناك إضرار بالناس، هناك شدة ضرر عليه وعلى الناس.
([1])أخرجه: البخاري رقم (444)، ومسلم رقم (714).