بل
استقبله، ثم أخذ على يمينه، ولم يدع عند الباب، ولا تحت الميزاب، ولا عند ظهر
الكعبة وأركانها، ولا وقَّت للطواف ذكرًا معينًا.
****
يعني: انحرف على
يمينه، انحرف من استقباله على يمينه، وجعل البيت عن يساره.
لم يدع عند باب
الكعبة، لما حاذاه.
ولم يدع كذلك وهو
محاذٍ لميزاب الكعبة.
ولا عند ظهر الكعبة
أي: من جهة الغرب. وجه الكعبة من جهة الشرق حيث يوجد الباب، وظهرها من جهة الغرب.
فلم يكن يدعو عند ظهرها، ولا عند الأركان الثلاثة، وهي: الركن العراقي، والركن
الشامي، والركن اليماني، لم يكن صلى الله عليه وسلم يدعو عندها، وإنما كان يستلم
الركن اليماني بيده فقط.
ولا وَقَّتَ للطواف ذكرًا أو دعاءً معينًا، بل يدعو الله بما يتيسر له من أنواع الأدعية والأذكار، فالأمر موسع في هذا، ولو طاف ولم يدع، فإن طوافه صحيح. وأما هذه المناسك، والتي يسمونها: دعاء الشوط الأول، ودعاء الشوط الثاني... إلخ، هذا تأليف من عندهم، ليس لهذا أصل، فالإنسان يدعو الله بما تيسر له، أو يقرأ القرآن، أو يشتغل بالذكر: التهليل، والتسبيح، والتحميد.