بل
حفظ عنه صلى الله عليه وسلم بين الركنين قوله: ﴿رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾ [البقرة: 201] ([1]).
ورمل
صلى الله عليه وسلم في طوافه هذا 956 الثلاثة الأشواط ([2])،
وقارب بين خطاه.
****
هذا الذي ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه إذا
كان بين الركنين: الركن اليماني والحجر الأسود أنه يقول: ﴿وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾ [البقرة: 201].
«طوافه هذا»؛ أي: طواف القدوم،
أو طواف العمرة.
فقوله: «هذا» يخرج
طواف التطوع، فلا يرمل في طواف التطوع، وإنما يرمل في طواف القدوم، أو طواف
العمرة، وكذلك لا يرمل في طواف الإفاضة
والرمل: هو الإسراع بالمشي
مع تقارب الخطى، وكان هذا الرمل إظهارًا للقوة، وأصله أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأصحابه لما جاءوا في عمرة القضية، اجتمع المشركون في دار الندوة في شمالي
الكعبة، فدار الندوة كانت شمالي الكعبة قريبة من المطاف، يتفرجون على الرسول
والصحابة، ويقولون: قدم عليكم قوم وهنتهم حمى يثرب.
فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه أن يرملوا ويظهروا القوة؛ إغاظة للمشركين، فلما رأوهم، قالوا: هؤلاء أصح من الغزلان، فأبطل الله كيدهم وتنقصهم للمسلمين، فبقي الرمل سنة في الطواف إلى أن تقوم الساعة.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1892)، والنسائي في الكبرى رقم (3920)، وأحمد رقم (15399).