ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ، قَالَ: مِثْلَ
هَذَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ([1]). ثم
نزل صلى الله عليه وسلم إلى المروة يمشي،
****
لاَ شَرِيكَ لَهُ،
لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ
الأَْحْزَابَ وَحْدَهُ». ويكرر هذا ثلاث مرات على الصفا ويدعو بين كل مرتين.
ثلاث مرات وهو واقف
على الصفا، فيستحب تكرار هذا الذكر ثلاث مرات.
ثم نزل من الصفا إلى
المروة يمشي إلى أن مرَّ بالوادي بين الصفا والمروة، وكان ذاك الوقت منخفضًا، يجري
فيه السيل، فلما انحط في الوادي، أسرع صلى الله عليه وسلم، حتى صعد من جهة المروة،
فجعل يمشي إلى أن وصل إلى المروة.
هكذا فعلت أم إسماعيل عليه السلام، لما ضاق بها الحال، ذهبت إلى الصفا أقرب جبل إليها، وصعدت هل ترى من أحد؟ تستغيث بمن حولها من المارة؛ لأنه في ذاك الوقت كان برًّا -واديًا-، ليس هناك بلد أو غير ذلك، فلما لم تر أحدًا، نزلت تريد المروة، تريد أن تصعد عليها تترقب، فلما هبطت في الوادي، اختفت، فأسرعت من أجل أن تظهر، وترى عن يمينها وعن شمالها، أسرعت في الوادي، فلما ارتفعت، عادت إلى المشي، إلى أن وصلت إلى المروة، وصعدت عليها، وترقبت، ولم تر أحدًا، نزلت، وذهبت إلى الصفا سبع مرات، وفي السابعة جاء الغوث من الله سبحانه وتعالى.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1218).