×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

فلما انصبت قدماه، سعى، حتى إذا جاوز الوادي وأصعد، مشى، وذلك قبل الميلين الأخضرين في أول المسعى، والظاهر: أن الوادي لم يتغير عن وضعه.

فكان صلى الله عليه وسلم إذا وصل المروة، رقي عليها، واستقبل البيت، وكبر الله، ووحده، وفعل كما فعل على الصفا ([1]).

****

قوله: «انصبت قدماه»؛ أي: نزل في الوادي، والوادي ليس عريضًا، لكن الآن دُفِن الوادي، وجعلوا علامة عليه الميلين الأخضرين ما يلي الصفا ومما يلي المروة، ما بين الميلين الأخضرين هذا محط الوادي، فيسرع فيه، والإسراع فيه من سنن السعي.

أي في وقته صلى الله عليه وسلم لم يتغير الوادي عن وضعه، لكن لما جاءت العمارات في آخر الوقت، دُفِنَ الوادي، وصار المسعى سوقًا للبيع والشراء من الجانبين، صار به دكاكين، وصار سوقًا للبيع والشراء؛ لأن المسعى خارج المسجد الحرام في ذاك الوقت، أدركناه وهو خارج المسجد الحرام، وفيه بيع وشراء ودكاكين.

مثلما قال على الصفا.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1218).