فلما
أكمل سعيه عند المروة، أمر كل من لا هدي معه أن يحل حتمًا ([1])،
وأمرهم أن يحلوا الحل كله ([2])، وأن
يبقوا كذلك إلى يوم التروية، ولم يحل من أجل هديه، وهناك قال: «لَوْ اسْتَقْبَلْتُ
مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لَمَّا سُقْتُ الْهَدْيَ، وَلَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً»
([3]).
****
في البداية: عرض عليهم عرضًا، ثم لما
أكملوا سعيهم، حتم عليهم، وأمرهم أمرًا جازمًا أن يجعلوه عمرة، ويحلقوا رءوسهم،
ويتحللوا، وهذا ما يسمى بالتمتع، وهذا في حَقِّ من لم يَسُقِ الهدي معه من الحل.
وأما من ساق الهدي،
فإنه لا يجوز له أن يتحلل من إحرامه، حتى ينحر هديه، فيكون إما قارنًا أو مفردًا؛
قال تعالى: ﴿وَلَا
تَحۡلِقُواْ رُءُوسَكُمۡ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡهَدۡيُ مَحِلَّهُۥۚ﴾ [البقرة: 196].
قوله: «أن يحلوا الحل
كله»؛ أي: يلبسون ثيابهم، ويتطيبون، ويستمتعون بنسائهم؛ كما كانوا قبل
الإحرام.
تأسف رسول الله صلى الله عليه وسلم على سوقه الهدي، الذي منعه من التحلل مع أصحابه، فلو لم يسق الهدي، لتحلل معهم، وصار متمتعًا، والتمتع أفضل من القران.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1218).