وهناك دعا للمحلقين بالمغفرة
ثلاثًا، وللمقصرين مرة ([1]).
****
وقوله: «لَوْ
اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ...» مع نهيه صلى الله عليه وسلم
عن قول «لو»؛ كما جاء في الحديث: «فَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلاَ تَقُلْ: لَوْ
أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ،
فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» ([2]). فما الجواب؟
قالوا: الجواب -والله أعلم-: أنه إذا قال: «لو» من باب الجزع من القدر
والتسخط من القدر، فلا يجوز هذا، ولكن إذا قال: «لو» تأسفًا على ما فاته من الخير،
وقال: «لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا»، فلا بأس بذلك؛ لأن ذاك تسخط للقدر،
وهذا تأسف على ما فاته من الخير.
وقيل جواب آخر: أن «لو»
في الماضي، وأما «لَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي»، فهذا في المستقبل،
فإذا قيلت في الماضي، لا يجوز، وأما إذا قيلت للمستقبل، فلا مانع.
هذا يدل على أن التمتع أفضل من القران، وأن الحلق أفضل من التقصير؛ لأنه دعا للمحلقين ثلاث مرات، ودعا للمقصرين، استغفر لهم مرة واحدة، والله جل وعلا قال: ﴿مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ﴾ [الفتح: 27]، فبدأ عز وجل بالحلق، وقدمه على التقصير، فدل على أنه أفضل.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1727)، ومسلم رقم (1301).