×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وكان يصلي صلى الله عليه وسلم مدة مقامه إلى يوم التروية بمنزله بالمسلمين بظاهر مكة، فأقام أربعة أيام يقصر الصلاة.

****

يعني: بأعلى مكة عند المعلاة، قريب من المقابر الآن، عند ريع الحجون، فذاك منزله صلى الله عليه وسلم، ويسمى بالأبطح.

وانظروا إلى أنه لم يتردد على المسجد الحرام وقت الصلوات، وإنما كان يصلي في منزله؛ تيسيرًا على المسلمين، فالذين يترددون على المسجد الحرام، ولا يصلون إلا في المسجد الحرام، ويحصل بذلك الزحام والمشقة، فهذا خلاف السنة، ينبغي أن يصلي الناس في المكان المتسع من مساجد مكة، والحمد لله، ولا تذهب للمسجد الحرام، إلا للحج أو العمرة، ليت الناس يفعلون هذا؛ لئلا يحدث زحام ومشقة وأخطار.

أربعة أيام وهو صلى الله عليه وسلم جالس، والمسجد الحرام قريب منه، ما بينه وبينه إلا خطوات، لكنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يذهب وقت الصلوات؛ لأن هذا من باب التيسير على الأمة، ولكن الأمة هي التي تعسر على نفسها.

قوله: «يقصر الصلاة»، فدلَّ على أن المسافر إذا نوى إقامة تبلغ أربعة أيام فأقل، فإنه يستمر على أحكام السفر: يقصر الصلاة، ويفطر في رمضان؛ لأن هذه الإقامة لا تقطع السفر.


الشرح