فلما
طلعت الشمس سار إلى عرفة، وأخذ على طريق ضب على يمين طريق الناس اليوم، وكان من
الصحابة الملبي، ومنهم المكبر، وهو يسمع ولا ينكر ([1]).
****
لما طلعت الشمس في
يوم التاسع هذا يوم عرفة سار إلى عرفة صلى الله عليه وسلم.
لأن الذاهب إلى عرفة
يأخذ الطريق الأيمن، وهذه هي السنة، أن يأخذ الطريق الأيمن وهذا طريق ضَبٍّ،
وعندما ينزل من عرفة إلى منى يأخذ الطريق -أيضًا- الأيمن بالنسبة لمن هو متجه
للشمال، وهو طريق المَأْزِميْنِ، وهذه سنته صلى الله عليه وسلم، إذا ذهب إلى
الصلاة، فإنه يذهب من طريق، ويرجع من طريق، وكذلك فعل في ذهابه إلى عرفة، ذهب من
طريق، وعاد من طريق آخر.
كان الصحابة معه صلى
الله عليه وسلم في مسيرهم إلى عرفة منهم الذي يلبي -كما سبق-، ومنهم الذي يكبر؛
لأن الوقت وقت تكبير -أيضًا-، وقت العشر من ذي الحجة وقت تكبير، والرسول صلى الله
عليه وسلم يسمعهم، ولم ينكر عليهم.
فدل على جواز ذلك؛ أن المحرم في أيام عشر ذي الحجة يخير بين التلبية والتكبير، ولو أنه جمع بينهما: تارة يلبي، وتارة يكبر، فهذا أفضل.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1285).