×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

ثم سار حتى أتى بطن الوادي من أرض عرنة.

فخطب الناس وهو على راحلته خطبة عظيمة، قرر فيها قواعد الإسلام، وهدم فيها قواعد الشرك والجاهلية، وقرر فيها تحريم المحرمات التي اتفقت الملل على تحريمها، وهي الدماء، والأموال، والأعراض.

****

  ثم سار صلى الله عليه وسلم من نمرة عند الظهيرة، فنزل في الوادي؛ بطن عُرَنَةَ، وعُرَنَة ليست من عرفة، وليست من المزدلفة، بل هي فاصل بينهما، فخطب فيها صلى الله عليه وسلم، وصلى الظهر والعصر، ثم انتقل منها إلى عرفة، فهو صلى الله عليه وسلم نزل بنمرة وصلى بعُرَنَةَ، ووقف بعرفة.

خطب الناس خطبة حجة الوداع، خطبة عظيمة بيَّن فيها صلى الله عليه وسلم قواعد الإسلام والتوحيد، ونهى عن الربا وعن أمور الجاهلية، وأوصى بالنساء.

انظروا إلى النساء؛ خطر على الأمة، أوصى بهن صلى الله عليه وسلم في هذا المقام؛ لا تظلم المرأة، ولا يترك لها الحبل على الغارب، لا تظلم، ولا يطلق لها العنان، بل تضبط، وتعطى حقها؛ لأن بعض الناس يظلمون المرأة، ويقهرونها؛ لأنها ضعيفة؛ كما كانوا يفعلون هذا في الجاهلية، والبعض الآخر يطلق لها العنان، ويجعلها تسرح وتمرح، وتفعل ما تشاء، وكل هذا لا يجوز، فالمطلوب هو ضبط المرأة.

كما في الصحيح: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا» ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1741)، ومسلم رقم (1679).