×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

ووضع فيها أمور الجاهلية تحت قدميه، ووضع فيها ربا الجاهلية كله، وأبطله،

****

وضع أمور الجاهلية كالفخر بالآباء والأجداد، وإشغال الحج بهذه الترهات والدعايات والمظاهرات، وما أشبه ذلك، وضع أمور الجاهلية هذه، الحج عبادة؛ فلا يشغل بغير العبادة وأداء المناسك، أما في الجاهلية، فكانوا يشغلونه بترهاتهم وأباطيلهم ومفاخراتهم.

«ربا الجاهلية كله»؛ لأنهم كانوا في الجاهلية يزيدون الدين على المعسر، ويؤجلونه مرة ثانية، وكلما حل وقت سداده، يقولون: إما أن تسدد أو تُربي، فيزيدونه، ويؤجلونه ثانيةً، حتى تتراكم الديون على المعسر، من غير أن يستفيد شيئًا، فهذا ربا الجاهلية، ربا النَّسِيئَةِ -والعياذ بالله-، وهو أشد أنواع الربا.

فالمعسر قد قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِن كَانَ ذُو عُسۡرَةٖ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيۡسَرَةٖۚ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ [البقرة: 280].

فالمعسر ينظر، ولا يزاد عليه الدين، ويحمل ما لا يطيق، هذا في الجاهلية.

وأمر -أيضًا- صلى الله عليه وسلم بالديون الربوية، فألغيت، وأول ما ألغي هو ربا العباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم، فالديون التي فيها ربا ألغيت، ألغي الربا؛ كما قال تعالى: ﴿فَلَكُمۡ رُءُوسُ أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ [البقرة: 279].


الشرح