وأوصى
الأمة فيها بالاعتصام بكتاب الله ([1]).
وأخبر
أنهم لن يضلوا ما داموا معتصمين به، ثم أخبرهم أنهم مسؤولون عنه، واستنطقهم بماذا
يقولون، وبماذا يشهدون.
****
الغرب وتقاليد الغرب، وأما المسلمون، فإن الله
سبحانه وتعالى أباح لهم الضرب، ولكن بمقادير، وفي أحوال؛ لأنه لا يردع مثل الضرب.
في خطبته البليغة
-خطبة عرفة- أوصى صلى الله عليه وسلم الأمة بالاعتصام بكتاب الله والتمسك به.
والمراد بكتاب الله: هو القرآن والسنة
النبوية؛ فإنها من كتاب الله عز وجل، فيتمسك بها، وتترك الأقوال والخلافات
المخالفة للكتاب والسنة، تترك ولا يجوز الأخذ بها، ولا يقال: إن الخلاف رحمة وسعة
للناس. فالرحمة في التمسك بالكتاب والسنة، وأما عدم التمسك، فهو العذاب، وليس
الرحمة، وهو الشر.
لن يضلوا ما داموا
معتصمين بكتاب الله، الذي هو القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فإن تركوه،
فإنهم يضلون، ويهلكون.
ختم خطبته صلى الله عليه وسلم بأن استشهد الصحابة؛ لأنهم سيسألون عن الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، يسألهم ربهم عز وجل، فماذا يجيبون الله إذا سألهم؟ قالوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ وَأَدَّيْتَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «اللهُمَّ، اشْهَدْ» ([2]).