فقالوا:
نشهد أنك قد بلغت، وأديت، ونصحت، فرفع أصبعه إلى السماء، واستشهد الله عليهم ثلاث
مرات، وأمرهم أن يبلغ شاهدهم غائبهم ([1]).
وخطب
خطبة واحدة، ولم تكن خطبتين، جلس بينهما، فلما أتمها أمر بلالاً فأذن، ثم أقام،
فصلى الظهر ركعتين، أسر فيهما القراءة.
****
هذا فيه دليل على
علو الله سبحانه وتعالى على خلقه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أشار إليه جل
وعلا في السماء، فدل هذا على علوه، وهذا من أدلة العلو، الذي ينكره المعطلة،
ويقولون: إن الله سبحانه وتعالى لا يشار إليه، وليس في جهة، وما أشبه ذلك من
ترهاتهم وأباطيلهم.
هذا دليل على بلاغ
ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه بلغ الناس، ولذلك اهتم العلماء رحمهم
الله بالأحاديث التي سمعها الصحابة من الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ ليبلغوها
للناس، لمن يأتي بعدهم.
هذا فيه رد على من
يقولون: إن صلاته صلى الله عليه وسلم في وادي عرنة صلاة جمعة؛ لأن هذا اليوم يوم
جمعة، وهذا غلط، لو كانت صلاة الجمعة، لجاء بخطبتين، فالجمعة لها خطبتان، والنبي
صلى الله عليه وسلم خطب خطبة واحدة، فدل على أنها ليست بصلاة الجمعة.
وهذا دليل آخر على أنها ليست بصلاة الجمعة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أسَرَّ القراءة، ولو كانت صلاة الجمعة، لجهر بالقراءة، والمسافر ليس
([1])أخرجه: مسلم رقم (1218).